الجزائر تفرض صرامة غير مسبوقة مع شركات الدواء

شدّدت الجزائر لهجتها مع المتعاملين الصيدلانيين "عموميون وخواص" و "محليون وأجانب" فيما تعلق بضرورة تسريع تجسيد الوعود بالاستثمار في الجزائر والوفاء بالالتزامات المتفق عليها ورفع مستوى الاستثمارات الحقيقية في البلاد.
وأبدى وزير الصناعة الصيدلانية علي عون صرامة غير مسبوقةّ، خلال خرجة ميدانية وقف خلالها على عدة مؤسسات صيدلانية أجنبية تنشط في الجزائر إلى جانب المجمع الصيدلاني العمومي "صيدال"، حيث انتفض في وجه العديد من ممثلي المؤسسات مبديا رفضه وامتعاضه من ممارسات غير مشرفة لشركات عالمية بهذا الحجم التي حولت السوق الجزائرية إلى "مفرغة" لبعض منتجاتها في إطار الاستيراد وتماطلت في تجسيد استثمارات حقيقية تحتاجها البلاد، خاصة ما تعلّق بأدوية مكافحة السرطان والأنسولين لعلاج داء السكري، التي تكلف الخزينة الوطنية ملايين الدولارات.   

وأمهلت الجزائر على لسان وزير الصناعة الصيدلانية متعاملين صيدلانيين آجالا محدّدة قبل اتخاذ إجراءات مصيرية قد تصل حد إقصائهم من السوق الوطنية، إذا لم يراجعوا سياستهم الاستثمارية ويرفعوا من السقف الحالي، بما فيهم المجمع العمومي "صيدال"، الذي أمهل إلى غاية شهر مارس للانطلاق الفعلي في إنتاج الأنسولين وتحسين ترتيبه في السوق الجزائرية إلى مراتب متقدمة تليق بهذا القطب الصناعي الذي يغطي بالكاد 2 بالمائة من السوق الوطنية وينتج نحو 70 دواء بعد أن كان ينتج قرابة 350 دواء ويغطي 45 بالمائة من السوق.

وإلى ذلك أمهل الوزير عون مخبر "نوفونورديسك" الذي دخلت وحدة تركيب الأنسولين التابعة له ببوفاريك حيز العمل مدّة 15 شهرا من أجل الانطلاق في الإنتاج الكامل للأنسولين ببلادنا وعدم الاكتفاء بالتركيب فقط..

ولدى وقوفه على شركة "تبوك" الصيدلانية عبّر الوزير عون عن انزعاجه من استثمار 16 مليون دولار فقط في الجزائر وهي قيمة ضئيلة جدا، حسب الوزير، بالنظر إلى مكانة مخبر عالمي مثل تبوك الذي طالبه بالاستعجال في رفع الاستثمار قبل انقضاء العام الجاري.

وتأسّف وزير الصناعة الصيدلانية للاستثمار المتواضع جدا لمخبر تبوك بالجزائر في إنتاج "الشامبوان" في وقت تحتاج الجزائر إلى استثمارات في أدوية السرطان والأنسولين حيث قال "مازال تصنعوا في الشامبوان.. مهما كان نوعيته طبي أو علاجي دعونا من هذه الاستثمارات الخفيفة نحن نحتاج أدوية للسرطان والسّكري .. فعلا أتأسف للمكانة التي وضعتم فيها أنفسكم في بلادنا".

وترتكز الاستراتيجية العامة لوزارة الصناعة الصيدلانية على إعادة الدور الريادي لمجمع "صيدال" الذي  يجب أن تكون قاطرة الصناعة الصيدلانية في الجزائر، حسب الوزير بتغيير طريقة التسيير الحالية وإعداد هيكل تنظيمي جديد لهذا المجمع الذي يجب أن يأخذ المكانة والمرتبة التي يستحقها في أقرب، حيث يطمح القطاع إلى الارتقاء به لتغطية نحو 30 بالمائة من احتياجات السوق الوطنية حسب توصيات رئيس الجمهورية.
 

Add new comment